:الحساب سيدي:

:الحساب سيدي:



جمجمته المتدحرجة تتكئ على تعوجات أنامله التي تلملم غضبه بقبضته ،
لحظة يفكر ولحظة ينبش بأطراف أظافره جذور الأحزان التي تسافر بين فكره
فيلتهم الدخان المتصاعد من سيجارته المحترقة على مهل ثم يحدق بتفاصيل الحائط وبعض حركات أنامله تدغدغ الصيصان المتراقصة على سهول حاجبيه .

ماذا تريد ..قهوة سيدي قهوة .. قالها بعجل تسبق الكلمات المرتبكة رقصة أوتاره الصوتيه
قهوة مع بعض السكر
مرة سيدي أفضل ..
حاضر ..
نعم مرة أحبها أن تكون مرة ...كما هي الحالات التي تقلبني تمتة ممزوجة بالغضب المرصوص على حاجبيه ..
ويسافر بعيدا حيث كانت المحطة التي جلس على مقعدها أمام خطوات العجوز القادمة إليه على مهلٍ تستقرض خطوات سيرها من الطريق ورأسها معصوبا بالمنديلها المتسخ وتحمل بعض الأشياء داخل سلتها المرقعة.

تفضل سيدي هذه قهوتك ..
.شكرا , شكرا ,
هل من شي أخر؟..
لا , لا
كما طلبت سيدي قهوة مرة .
نعم هي حقا مرة لكن ما رأيت أكثر مرارة منها
ماذا سيدي ؟
لا شيء مجرد هلوسة لا تهتم لها ..

وسرعان ما عاد به التفكير إلى تمتمته تلك التي يخفيها في تجاويف قلبه حيث سفر أفكاره إلى الشاب الذي تقدمت نحوه العجوز وهي تقرأ في ملامحه بعضا منها
ويصمت..
ليعيد بهدوء شريط الحديث الذي دار بينهما في فنجانه الصامت أمامه ورشفات المتكسرة على شفتيه.

نعم كانت أمه لكن

كانت جميلة حينما تزوجها أبيه لكن من يعترف بها ؟ ..
مجردة هي حتى من جمالها ومن جنسيتها من كل شيء حتى من أبنائها .
ذنبها الوحيد أنها كانت من هناك.. بلد أخر وأحلامها التي ترعرعت في ريعان شبابها دونت تحت عنوان أجنبية لا يحق لها المواطنة
فتركت لتقتات من أزقة الشوارع وبقايا المطاعم..وهاهي تستقبل أبنها الذي سافر منذ زمن وجلس في المحطة لينتظرها حيث عرف أنها تأتي هنا كل يوم في ساعات الظهيرة بعد موت أبيه ..
الحساب سيدي
لم ينتهي
عفوا كم ؟.. حياة

هناك تعليق واحد:

  1. أهكذآ هي آلحيآة .؟
    آم هكذآ هم آلبشر ..؟
    آم آلأحز’آن لم تشبع بعد من خدشنـآ.؟
    آم إعتدنـآ مزج آلألم مع الفرح فلم نفرق بينهمـآ ..؟

    ::
    بغض آلنظر عن محور آلقصة آظن آن آلنسـآء متهظآت في كـل شي ..

    ردحذف

حيث لا شيء