أَشْيَاء مَقْلُوْبَة

أَشْيَاء مَقْلُوْبَة



عِنَدَمّا تُسَافِر بِكـ الْثَوَانِي

وَتَرْحَل إِلَى الْسَّاعَات الْصَّغِيْر

لِتُعِد الْأَشْيَاء بِالْمَقْلُوْب

وَتَحْتَكـ

فِي غُمُوْض الْنَّفْس

بَيْن الْأَسْر وَالْصَّمْت

فَيَكُوْن بَرَد الْلَّيْل قَارِص

تَكَاد أَقْدَامِك ان تَتَكَسَّر مِن قُوَّتِه

تَتَجَمَّد أَطْرَافِهَا

وَيَتَجَمَّد كُل شَيْء حَوْلِك

حَتَّى الْنَّوَافِذ لَا تَصْمُد أَمَامَه

أَمَام قَسْوَتِه

يَتَكَسَّر الْزُجَاج

لِيُشِير إِلَيْك

انَّك الْتَّالِي

حِيْنَهَا تَرَى الْقَمَر قَد افْتَرَسَه الْلَّيْل

وَيُحَاوِل الْهُرُوب بِأَنْفَاسِه الْأَخِيرَة

فَلَا تُمْلَك لَه سِوَى بِطَاقَة عَزَاء

تُوَدِّعُه

أُخَر مُحَاوَلَة لِإِنْقَاذِه

أَنَّهَا تِلْكـ

تِلْكـ الْلَّحْظَة الَّتِي

لَا

تَسْتَطِيْع أَن تَرْسُم الْبَسْمَة عَلَى

أَي وَجْه

لِأَنَّك تُسَافِر فِي الْرُّوْح

وَتُخْلَط كُل مَا حَوْلَك بِك

حَتَّى بَلْوَرَة الْمَرْأَة الَّتِي أَحْبَبْت

حَتَّى هِي

لَا تُدْرِك مِنْهَا شَيْئا

سِوَى

الْقَلَق عَلَيْهَا

فَتُحَاوِل ان تُجِيْد الْعَزْف عَلَى سِيمْفُوَنِيَّتِهَا

وَلَكِن هَيْهَات فَالصَقِيع يَسْرِق مِنْك حَتَّى هَذَا الْأَمَل

انَّه تُجَمِّد مُخِيْف

وَتَجَمَّد الْأَشْيَاء مِن حَوْلِك مُفْزِع لَا حَد لَه

فَتَسْكُن الْأَفْكَار مِن قِلَّة الْحَرَكَة

وَتُحَدِّق بِعَيْنَاك إِلَى أَقْصَى الْرُّوْح الْدَّفِيْنَة

الَّتِي تَحْمِلُهُا كُل يَوْم

وَتُفَتِّش ...فَلَا تَلَاقُي إِلَا الْأَشْيَاء الَّتِي تُفَزِّعْك

فَتُسَافِر لِتَبْحَث عَن جَدِيْد

عَن سَعِيْد

وَلَكِن يَسْبِقُكـ

الْشَّبَح

ذَاك الْسَّاكِن

فِي قَعْر مُخَلَّفَات الذَّاكِرَة

عَلَى مَسْرَح الْعَيْن

كَي تَرَاه عَن كَثَب

كَي تَتَأَمَّلُه

يُرِيْد أَن تُشَاهِدَه كُل لَيْلَة لَا يَمَل

وَأَنْت لَا تَمِل مِن الْبَحْث

مِن مُشَاهَدَتَه

فِيِدْيُو كُلَيْب الْحَيَاة

الْمَخْزُوْن بَيْن طَيَّات الْعُمْر

نَعَم

أَنَّهَا صُوَر جَدِيْدَة

وَلَكِن بِنَفْس الْلَّحْن

وَنَفْس الْشَّخْصِيَّات

الْغَرْيِب

انَّك لَا تَعْرِف مَن هُم أَبْطَال الْحَيَاة

وَلَكِن الْأَكِيد انَّك

وَاحِدَا مِنْهُم

تَدُوْر كُل الْمَشَاهِد عَلَيْه

وَفِي الْثَّوَانِي الْأَخِيرَة

تَحْتَاج لِلْهُرُوْب

مِن الْذَّات لِتَكُوْن أُخَر

بِلَا فَائِدَة

أَنْت كَمَا أَنْت

وَالْعَالَم كَمَا كَان

الْصُّبْح يَكْشِف كُل دَفِيْن

الْعَالَم لَا يَتَغَيَّر

وَأَنْت لَا تَتَغَيَّر

فَقَد تُتَأَقْلَم

لِتَسِيْر مَعَهُم

رُبَّمَا تُحِبُّهُم

وَرُبَّمَا يُحِبُّوْنَك

الْشَّيْء الْأَكِيد

انَّك كُلَّمَا أَحْبَبْت أَكْثَر

أُحِبُّوك أَكْثَر

وَلَكِن

صُوْرَه مَقْلُوْبَة

بَعْض الْأَحْيَان تَكُوْن

الْأَشْيَاء

فَهَذَا مَا يُقْهَر

يُعْطِيَك إِحَسَّاس انَّكـ

تَعْشَق ان تَبْلَع رُوْحِك

كَي لَا تُحِبُّهُم

لَا تُقَدَّر عَلَى فِعْل هَذَا فَتُهْزَم

فَتَنْتَصِر الْطَّيِّبَة

عَلَى هَمَجِيَّة الْنَّفْس

لَا عَلَيْك

تَحْدُث نَفْسَكـ

الْحُب لَا تَعْدَم حَسَنَاتِه

فَكُن عَلَى يَقِيْن

انَّكـ سَتُلاقِي مِنْهُم مَّا يَسُرُّك

يَوْمَا مَا

لَا تَتَعَوَّد عَلَى أَن تَكْرَه احَد أَبَدا

فَتِلْك بِضَاعَة خَاسِرَه

وَطَرِيْق وَعْرِه رُبَّمَا لَو سَلَكْتُهَا

لَا تَعُوْد الَى ذَاتِك

دَع الْبَسْمَة عَلَى وَجْهِك مَرْسُوْمِه

فَالَنَّاس يُحِبُّوْن الْبَسْمَة

فَبَعْضُهُم حُرُم مِنْهَا

حَبِيِس الْآَلَام

فَقَد الْبَسْمَة مُنْذ زَمَن

تَرْكُهَا مَع طُفُوْلَتِه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حيث لا شيء