:يا بلادي أنا الطارق
:
بلادي
بلادي
دعي يداي
تفتش في خصركِ النائم
من النهر إلى البحر
عن جرح
عن زهر
وعن فرح
فصوتك الفيروزي
يحتفل في
مساء الأغنيات
والنسيم يكتب على عنق السنابل
الحكايات
وأسماء الأبطال تغلق الطرقات
كل ليلةٍ تُرسم ذكريات
وحكايات
كُل ما سالَ وادياً على خصركِ
كان ينزل سلسبيل من ثغركِ
يجرى يملؤهُ الطرب
يُخصبُ مرابعك ويُخصب
بِحمله الزائد كان يهرب
كان يهرب
يختبئ في البحر
عن سياط العدى
كي لا يُسلب
يا بلادي
أطلي بوجهك الباسم
بحلوهِِ ومرهِ
فمن فوق هضابك
يركض
الأطفال
وترتع بسمة الرجال
فيبكي الليل ويضحك النهار
ويبكي النهار ويضحك الليل
تختلط الأحزان بالمسرات
فيقبل الليل يقتات ضلع المغيب
ففي كل المساءات يولد المشيب
ويبدأ القمر برسم أول تقوساته
يزرع الشوارع والبيوت بأنفاسه
كانت الأحلامُ في الصدرِ عواصف
وصوتُ الشحرور يغزوكِ بالعواطف
طُعنَ الشحرور
في نحرِ الريح
سقط جريح
يا جُرحي أنزف
يا مُوطني أنزف
يا بلادي
أفتحي الباب
أنا النازف
أفتحي الباب
أنا الطارق
وضُميني إلى صدرك
أنا القادم
واتركيني الملم جرحي فيك
ففيّ دمعي ألف جرح فيها غارق
على صدركِ أُتركي ذرفي
دعيه يُعانق
يلسع عيني كالعقارب
أتركيه يسقط
جمرٌ
داخل جفني حارق
غاضب
وخانق
أسمعهم
يقولون فيك
ويقولون
وقالوا فيك وقالوا
وقالت فيك بني شمعون
والعرب يخرصون
بكمٌ لا ينطقون
ليس ذنبهم فهم
صم لا يسمعون
رجف الأطفال
لا يسمعون
حرقة حناجر الكبار
وحمحمة الدمع في عين العجائز
لا يسمعون
ولم ينصتوا
لهمس
نخيل بيسان
كيف ؟
يحكي جرحه للسماء
بخشوع يبتهل
مصفوفا خلف أمام
يموت على مهل
دمعه ينحدر على خده
يعصب رأسه يشكي وجع يلسعه
كل نخلة تحتها عذراء
تغضب
وتحزم جرحها
وتغضب
لم يعرفوا بلادي
فكلها غضب
هذه بلادي
بلاد العجب
حراثٌ يمتطي محراثه
يبذر أنفاسه
ويحصد أرواحه
وجندي لغة الموت تستوطن رأسه
وطفل ينزع رصاصة من أضراسه
وأخر يزرع جمجمته في يد قناصه
ويعود الفلاح يشق الأرض بإخلاصه
ويعود من شرب الدمع من كأسه
يحفر أرضه بفأسه
يزرع أولاده
وحوله جُلاسه
فالقاضي أعمى
والظلم استوطن أحشائه
يُفصل القانونَ على طول شاربه
والعرب حوله تشاطره
وتعذره
تستنكره
وتعذره
لا عليك
يا قارئ كف العفريت
قف على قبر أبيك
واكتب مراثيك
من مات من القوم
أُكتب تعازيك
قف
وارثي التيجان
والقبائل والمماليك
وارثي
عربٌ
من المحيط إلى أرض الصعاليك
وارثي الأبواب والشبابيك
أتظن أحدٌ يذكرك
فالكل ناسيك
مات أخيك
أتظن أن نادت أُختك
وآ معتصماه
الكل قال لبيك لبيك
مات أخيك مات أخيك
والكل ينظر من خلف الشبابيك
يستغرب
ما فيك؟
\
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق