في المقهى

في المقهى

في المقهى
جلست تغتابُ القلب
وتعبثُ بالأشياء

والمنديلُ ريحٌ
يجفف الصوت
يجمع خلفه كل الأنحاء

وساعات الغروب تدقُ
ضلوع الوقت
تستبيحُ المساء

تقرأُني في الظلِ
بهمسٍ
وثغرها يلدغُ كأس الماء

فقمتُ أحتجُ بالشمسِ
لأرحل
لتلك الأنحاء

فاقتربتُ منها
أنحرُ الخطى
في جلاء

وتنحت برمشها
وبسمُها
يرتعُ خلفهُ الحياء

ونزعتُ صوتي
يبتلُ
والهواء يعودُ للوراء

قُلتُ من أنتي؟
قالت طفلة
جاءت من تلك الأرجاء

فما عدتُ أفقهُ
لغةَ الجسد
يعرقُ
كشلال ماء

وأصبح في الأمرِ ريبة
سلبت مني
الحداء

وجمعت بين العظم
والعظم
إعصار هواء

لا حراك للجسد
سوى
دخول وخروج الهواء

حتى الصوت
مختلفٌ
ليس له أصداء

فعدتُ للسؤال
واللحم يَتصلب
في السماء

وارتفعت دقات القلب
تُسمع صوت
النداء

فقلت من أنتي؟
قالت طفلة
تنام في القلب
والقلب وعاء

*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حيث لا شيء